الصحابي الذي يشبه عيسى بن مريم
لم يسلِم الصحابي الجليل "عروة بن مسعود" رضي الله عنه إلى حين عودة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بعد عجز المسلمين عن فتح ثقيف, فلحق به سيد ثقيف "عروة بن مسعود" فأسلم، ثم استأذن النبي أن يرجع إلى قومه ليدعوهم إلى الإسلام، فقال له النبي: (إن فعلت فإنهم قاتلوك)، فقال عروة: يا رسول الله، أنا أحبُّ إليهم من أبصارهم، فأذن له النبي.
ورجع "عروة" إلى قومه ليدعوهم إلى الإسلام، ولكنهم غضبوا منه وشتموه، وفي فجر اليوم التالي صعد "عروة" فوق سطح غرفة له وأذن للصلاة، فخرجت إليه ثقيف، ورموه بالسهام من كل اتجاه، فأصابه سهم فوقع على الأرض، فحمله أهله إلى داره، وهناك قيل لعروة: ماذا تقول في دَمِكَ؟ قال: كرامة أكرمني الله بها، وشهادة ساقها الله إليَّ، فليس فيّ إلا ما في الشهداء الذين قتلوا مع رسول الله فادفنوني معهم، فدفنوه معهم.
فلما علم رسول الله بما حدث لعروة قال: (مَثَلُ عروة في قومه مَثَلُ صاحب ياسين دعا قومه إلى الله فقتلوه)
وقال: (عُرض عليَّ الأنبياء، فإذا موسى ضرب من الرجال كأنه من رجال شنوءة، ورأيت عيسى بن مريم -عليه السلام- فإذا أقرب مَنْ رأيت به شبهًا عروة بن مسعود).